عبر خضوعهن لتدريب.. عائدات سوريات من "الهول" يسعين للاندماج بالمجتمع

يختص مركز الرعاية الاجتماعية الواقع في الرقة بتدريب وتأهيل النساء العائدات من مخيم الهول، ضمن مشاريع مهنية وحرفية وفكرية يحفظها من العوز ويحقق لها الاكتفاء الذاتي، في إطار مساعي الإدارة الذاتية لدمج النساء ضمن المجتمع بعيداً عن تعاليم "داعش" المتطرف.

قررت "أم محمد"، وهو لقب لعائدة من مخيم الهول، الخروج من مخيم "الهول" المكتظ، والعودة إلى مسقط رأسها في دير الزور، قبل سنوات، وبعد تردي الأوضاع ووفاة زوجها، اتجهت صوب مدينة الرقة بحثاً عن عمل يقيها العوز.


وبلغت أعداد الأسر الخارجة من المخيم إلى مدينة الرقة، أكثر من 900 أسرة، غادرت بموجب موافقات أمنية وكفالات عشائرية، بدأ العمل بها بعد إنهاء "داعش" على يد قوات سوريا الديمقراطية في بلدة الباغوز شرقي دير الزور في آذار 2019.

بموجب اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية ووجهاء العشائر ولجان "حل النزاع" المجتمعية، غادرت آلاف العوائل السورية مخيم الهول منذ منتصف 2019.

وتماشياً مع قرار الصادر عن الإدارة الذاتية الديمقراطية عام 2020، للإفراج عن السوريين القاطنين في مخيم الهول، يستعد 600 شخص من عوائل "داعش" الخروج عبر دفعتين.

لا يتوفر وصف.

وروت "أم محمد" المنحدرة من مدينة الميادين، التحديات التي تواجه العائدات من المخيم في ظل الأوضاع المُعاشة المزرية التي تعيشها البلاد على واقع الانهيار الاقتصادي الشديد، وندرة فرص العمل وخاصة للعائدات، فضلاً عن نظرة المجتمع لهن.

وفي 28 حزيران الحالي غادر 346 شخص من مخيم الهول باتجاه دير الزور، وتعتبر هذه الدفعة الثانية من أهالي دير الزور، حيث سبق أن غادر 254 شخصا من عوائل "داعش"، بتاريخ 8 أيار المنصرم.

إلا أنها أوضحت أن مركز الرعاية الاجتماعية حفظها من العوز، عبر خضوعها لدورة مهنية تتضمن التعلم على الخياطة والتطريز، كأحد المشاريع الصغيرة التي تحقق مردوداً واكتفاءً ذاتياً.

وحقق مركز الرعاية الاجتماعية الاكتفاء الذاتي لـ 526 امرأة عائدة من مخيم الهول منذ بداية افتتاح المركز، عبر افتتاح عشرات الدورات المهنية تتضمن تدريب على صنع مواد التنظيف، الألبان والأجبان، المعجنات، التطريز ونسج الصوف، إلى جانب نشاط زراعة الأشجار، وتقديم الدعم النفسي للأطفال.

تأليف روايات لكبح العودة الطوعية

وأثناء حياكتها لصوف في قاعة مخصصة لتدريب تدخلت امرأة في سياق الحديث، قائلة "آلاف النساء في مخيم الهول يتمنون العودة إلى ديارهم؛ نتيجة الضغوطات والإغراءات المادية للانضمام ضمن صفوف "داعش"، والروايات والأقاويل تغلق طريق العودة للعديد من النساء.

وأكملت "أم محمد" رغم الروايات المخيفة لمنعي من الخروج من مخيم الهول من قبل النساء القاطنات ضمن المخيم، واللواتي ما زلن متشبثات بفكر "داعش"، إلا أن إصرار العودة إلى مسقط رأسي كان هدفي الوحيد للخلاص من جحيم المخيم.

العودة إلى الحياة

لا يتوفر وصف.

ووصفت، ملاك محمد، المنحدرة من دير الزور، في غرفة مليئة ببكرات الصوف والخيوط الملونة، خروجها من مخيم الهول بعد سنوات بـ "العودة إلى الحياة"، وقصدت مدينة الرقة بحثاً عن الأمن والأمان.

وتقول "ملاك محمد" أن وضع مخيم الهول مأساوي، ينعدم فيه سبل العيش، وخروجنا من مخيم الهول فتح لنا أبواب البحث عن الحياة، والتحاقنا بمركز الرعاية الاجتماعية سيحقق لنا الاكتفاء الذاتي. 

شهد مخيم الهول الواقع على بعد 45 كليو متراً شرق مدينة الحسكة، منذ عام 2019، أكثر من 150 جريمة قتل، وخلال عام 2023 وحده سُجِّلت 36 جريمة قتل.

لا يتوفر وصف.

وبدورها تحدثت "أم أثير" المشرفة على ورشة تعليم حياكة الصوف والنسيج على أن الهدف الأساسي إخراج النساء العائدات من مخيم الهول من فكرهم السابق، للقدرة على الاندماج في المجتمع، ولكسب الخبرات والمهارات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر تنفيذ مشاريع صغيرة بعد التخرج.

وأُسِسَ مركز الرعاية الاجتماعية في ٢٩ كانون الثاني الفائت، ويسعى لتنمية قدرات النساء والأطفال عبر أنشطة ومبادرات وجلسات فكرية ومسلكية، وتستمر أقصاها 60 يومياً.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.